الجميل في الرواية أن بطلها يتجاوز حدود الزمان و المكان، فهو ليس كائن بشري له حدود زمنية يعيشها لا يستطيع أن يتعداها، فبطلها عاش في سمرقند و سينابور وسكن في مكتبة القلعة ألْموت و عاصر الغزو المغولي ونجا منه و كذلك ظهر بعد ألف عام في عصر شاه إيران و لا أدري هل أستطيع أن أقول انه كان محظوظ و أبحر عبر التايتنك!،بطل الرواية هي المخطوطة التي تحمل اسم “رباعيات الخيام”
الخيام ليست مكان للسكن! بل نسبه إلى الفلكي و العالم و الشاعر عمر الخيام النياسابوري الذي قال:
“إن حلمي الوحيد، طموحي الوحيد، هو أن يكون لي مرصد وحديقة ورود، وأن أتملى السماء وفي يدي كأس وإلى جانبي حسناء”
النصف الأول من الرواية يحكي تاريخ ولادة المخطوط و بعض أخبار عمر الخيام
كيف أجتمع عمر مع حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين -أخطر الفرق- الذي كان يرسل الموت من قلعته ألموت إلى كل أصقاع العالم وكان يصيب الهدف! الكلمة الإنجليزية assassin تعني القاتل مأجور قد جاءت نسبة إلى الحشاشين والذين لم يتعاطوا الحشيش قط بل كانوا معروفين بالأساسين لأن حسن الصباح لم يقدم الحشيش لأتباعه بل كام يملئ قلوبهم بالإيمان الأساسي لذلك سموا بالأساسيين لقوة إيمانهم، وكانوا يعيشون في ألموت حارمين أنفسهم من كل متع الحياة حتى جاء المخلص. يحكي النصف الأول كذلك بعض أخبار عمر مع نظام الملك و أخباره مع شيهان الشاعرة التي رآها في بلاط ألب أرسلان وعشقها و تزوجها.
النصف الثاني تحكي قصة شاب أمريكي يدعى بنجامين عمر لوساج، وكما تلاحظ فقد كان من عائلة معجبة كثيرا بعمر الخيام، عرف هذا الشاب عن المخطوط فقرر الحصول عليه وسافر إلى إيران وتوالت الأحداث فوجد نفسه متهم باغتيال الشاه! استطاع بمساعده قريبة الملك الهروب لكنه عاد إلى إيران من جديد بعد أن سمع أن المخطوط هناك, هذه المرة وجد نفسه محاصر مع مجموعة من المناضلين مهدد بالموت قتلا أو جوعاً لكنه وجدت نفسه أيضا مع قريبة الشاة التي ساعدته على الهروب سابقاً و أخيرا هناك أتيحت له الفرصة لقراءة ولمس المخطوط الذي سيغير حياة كل من قرأه.
لا تَشغَل البَالَ بِمَاضِي الزَّمَانْ
ولا بِآتي العَيشِ قَبلَ الأَوَانْ
واغنَمْ مِنَ الحَاضِرِ لذَّاتِهِ
فَليسَ فِي طَبعِ الليَالِي الأمَانْ
لا تُوهِن النَّفسَ بِخوفِ الظُّنونْ
واغنمْ منَ الحَاضِرِ أمْنَ اليقِينْ
فقَد تَسَاوى فِي الثرَى رَاحِلٌ
غَدًا ومَاضٍ مِن أُلوفِ السِّنينْ
مؤلف الرواية هو أمين معلوف المرشح إلى جائزة نوبل , كتبت الرواية بالفرنسية ترجم العمل د. عفيف دمشقية