ينطلق الثلاثاء بمجموعات "متوازنة" دوري أبطال آسيا.. حلم يداعب خيال 9 أندية خليجية

تنطلق الثلاثاء 23-2-2010 مسابقة دوري أبطال آسيا في نسخة عام 2010، والتي تشهد مشاركة 9 فرق خليجية تحلم بأن تكون خير ممثل لبلدانها.

وتحمل أندية الهلال والاتحاد والشباب والأهلي السعودية، والعين والجزيرة والأهلي الإماراتية، والسد والغرافة القطريان لواء الأندية العربية في المسابقة التي تضم 32 فريقاً ويصفها المراقبون بأنها الأقوى في القارة الصفراء.

ورمت القرعة الأهلي السعودي والجزيرة الإماراتي مع الغرافة القطري واستقلال طهران في المجموعة الأولى، والوحدة الإماراتي والاتحاد السعودي مع ذوب اهن اصفهان الإيراني وبونيوديكور الاوزبكي في الثانية، فيما وقع الشباب السعودي مع العين الإماراتي وبختاكور الأوزبكي وسباهان اصفهان الإيراني في الثالثة.

وسيلعب الهلال السعودي مع السد القطري والأهلي الإماراتي ومس كرمان الإيراني في الرابعة، بينما خصصت المجموعات الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة لفرق شرق آسيا. وعلى مرّ تاريخ بطولة دوري أبطال آسيا شهد عشاق كرة القدم في القارة الآسيوية متعة متابعة مباريات قوية حافلة بالإثارة والدراما والمفاجآت الكبيرة.

وستشهد ركلة البداية مواجهات خليجية خالصة، تجمع أقواها بطل الدوري السعودي الهلال بوصيف الدوري القطري السد في الدوحة، وهي مباراة لها اعتبارها لدى الهلاليين، فمدرب السد هو الروماني كوزمين الذي يعشقه الجمهور الهلالي قبل لاعبيه، كما يلعب متصدر الدوري القطري الغرافة مع وصيف الدوري الإماراتي الجزيرة في الامارات، في وقت يلعب فيه الأهلي السعودي مع الاستقلال الإيراني والاتحاد السعودي مع بونيودكور الاوزبكي والعين الاماراتي مع باختاكور الأوزبكي والأهلي الإماراتي مع مس كرمان الإيراني والشباب السعودي مع سباهان أصفهان الإيراني.

ومع النظام الجديد لدوري أبطال آسيا الذي بدأ العمل به اعتباراً من عام 2009 فإنه يمكن أن نصف كل مجموعة في البطولة بأنها "مجموعة الموت"، وما يزيد من مستوى المنافسة عام 2010 هو مشاركة ستة من الأندية سبق لها الفوز باللقب وهي العين الإماراتي والهلال والاتحاد السعوديان وتشونبوك موتورز الكوري الجنوبي وغامبا أوساكا الياباني وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، ولكن فنياً تعتبر المجموعة الأولى والثانية والثالثة أكثر قوة، وعلى الطرف الشرقي تبرز المجموعتان الخامسة والثامنة.
حظوظ متساوية

يفتتح الاتحاد وصيف النسخة 2009 مبارياته في دوري أبطال آسيا 2010 بمواجهة صعبة تجمعه ببطل الدوري الأوزبكي بونيودكور في أوزبكستان، الاتحاد المتخم بالجراح محلياً طار إلى اوزبكستان لتعويض إخفاقاته المحلية بفوز خارج الحدود، وستكون مباراة قمة مبكرة للمجموعة التي تعتبر من أقوى المجموعات في المسابقة، وهي تحمل شعار لا مجال لأي خطأ الذي ترفعه الفرق الأربعة البالغة القوة، والمستعدة بشكل جيد، فالاتحاد هو ثالث الدوري السعودي، وعلى الرغم من تراجع نتائجه أخيراً إلا أنه يظل علامة فارقه في البطولات الآسيوية، ففاز محلياً في 12 مباراة وتعادل في ثلاث وخسر خمساً، وهي أرقام جيدة، بينما انتزع بونيودكور بطولة الدوري الأوزبكي برصيد 84 نقطة وبفارق 20 نقطة عن وصيفه بعد أن فاز في 27 مباراة وتعادل في 3 ولم يخسر إطلاقاً.

أما الوحدة فهو يتصدر الدوري الإماراتي بـ37 نقطة بعد 12 فوزاً وتعادل وحيد وخسارتين، وكانت آخر مبارياته في الدوري الإماراتي انتهت بالتعادل مع الشباب، في وقت يحتل اهن اصفهان وصافة الدوري الإيراني برصيد 49 نقطة، وهو برهن عن قوته بالفوز على سابهان المتصدر. وإجمالاً فاز اهن في 13 مباراة وتعادل في 10 وخسر أربعاً فقط، ويصعب التكهن بهوية الفريق الأقرب لخطف بطاقتي التأهل، فكل الفرق الأربعة مؤهلة لذلك.
وضع صعب


الهلال السعودي والاهلي الإماراتي



ويبدو الممثل الآخر للكرة السعودية الأهلي في وضع صعب أيضاً، فالفريق الذي خسر كأس ولي العهد الجمعة الماضي أمام الهلال يحتل المركز الخامس في الدوري، وأنهى آخر مبارياته فيه بالتعادل مع النصر ليكون تعادل في 6 مباريات وخسر مثلها ولم يفز إلا في سبع، وهو سيواجه في أول مبارياته الآسيوية الاستقلال الإيراني صاحب التاريخ الآسيوي العريق، ويحتل الاستقلال المركز الرابع محلياً بـ43 نقطة جمعها من 11 فوز و10 تعادلات وست هزائم، وهو يطمح إلى تعويض إخفاقه المحلي في البطولة الآسيوية.

وسيأتي التهديد الحقيقي للأهلي من الجزيرة الإماراتي والغرافة القطري، فالجزيرة هو وصيف الدوري الإماراتي بـ36 نقطة جناها من 11 فوزاً وثلاث تعادلات وهزيمة واحدة فقط. وأنهى آخر مبارياته بالفوز على العين، فيما يتصدر الغرافة الدوري القطري بعد أن رفع بفوزه على أم صلال نقاطه إلى 46 نقطة، ليكون فاز في 13 مباراة وتعادل في خمس وخسر واحدة، ويملكان فضلاً عن الأهلي الحظوظ الأوفر للتأهل، وإن كان من الصعب تجاهل الاستقلال.

وستدور بطاقتا التأهل بالتساوي بين فرق المجموعة الثالثة، فجميعها تملك خبرة في البطولات الآسيوية، فالشباب السعودي هو وصيف الدوري السعودي حالياً بـ40 نقطة وكان أنهى مبارياته في الدوري بالفوز على الاتحاد قبل أن يخسر من الأهلي في نصف نهائي كأس ولي العهد، وسيكون عليه أن يتجاوز متصدر الدوري الإيراني سابهان أصفهان الذي أنهى مبارياته المحلية بالخسارة من منافسه التقليدي اهن اصفهان، إلا أنه مازال في القمة بـ52 نقطة جناها من 15 فوزاً وسبع تعادلات وأربع هزائم فقط.

أما بختاكور الذي سيواجه في أولى مبارياته العين الإماراتي في الإمارات فهو يحتل وصافه الدوري الأوزبكي بفارق 20 نقطة عن البطل، وهو يسعى إلى تكرار إنجازه ببلوغ الدور النصف نهائي لدوري أبطال آسيا، وطموحه سيصطدم برغبة العين الذي ذاق طعم الفوز بالكأس القارية في نسخة 2003، ويسعى العين الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الإماراتي إلى تجاوز منافسه القوي، وتعويض خسارته الأخيرة من الجزيرة التي قلّصت من فرصه للفوز باللقب، فهو يملك 32 نقطة جناها من 10 انتصارات وتعادلين وثلاث هزائم، وهو يريد لقباً آسيوياً يعيده إلى الواجهة مجدداً.

ويملك الهلال السعودي والسد القطري فرصتين متاحتين للتأهل، فالهلال الذي سيواجه في أولى مبارياته السد القطري يعيش أفضل حالاته الفنية والمعنوية بعد أن أضاف بطولة كأس ولي العهد إلى دوري المحترفين، ويملك الهلال نسبة كبيرة من الترشيحات خاصة أنه انتزع بطولة الدوري السعودي بـ53 نقطة جناها من 17 فوزاً وتعادلين وخسارة وحيدة فقط أما السد المرشح الثاني للتأهل فهو يحتل وصافة الدوري القطري بفارق نقطتين فقط عن المتصدر الغرافة الذي أنهى آخر مبارياته في الدوري المحلي بالفوز على العربي ليرفع رصيده إلى 44 نقطة جناها من 13 فوزاً وخمس تعادلات وخسارة وحيدة.

وعلى المستوى الثاني يأتي فريق الأهلي الإماراتي الذي انهارت نتائجه أخيراً وهو حال مس كرمان الإيراني الذي لم يظهر في هذا الموسم بنفس قوته في الموسم الماضي وستكون مباراتهما الأولى معاً في إيران فرصة للتعويض.

وانهارت نتائج بطل الدوري الإماراتي في الموسم الماضي فتلقى في هذا الموسم سبع هزائم مقابل ثلاث تعادلات كان آخرها أمام بني ياس وخمس انتصارات فقط جعلت رصيده يتوقف عند 18 نقطة في المركز السادس، أما ثالث الدوري الإيراني في الموسم الماضي فهو في وضع صعب حالياً ويبدو أقرب إلى التجاهل منه إلى الانتباه له فهو يحتل المركز 16 في الدوري بـ28 نقطة فقط وخسر آخر مبارياته أمام الاستقلال ليكون خسر 13 مباراة حتى الآن مقابل سبع تعادلات ومثلها هزائم.
ويمكن القول إن الهلال والسد الأقرب للتأهل مع الاحتفاظ بفرص جيدة لأهلي الإمارات وتجاهل مس كرمان الإيراني.
ويسعى الاتحاد الآسيوي لتطوير بطولته للأندية منذ إقرارها عام 1986 ودمج عام 2003 بطولاته الثلاث تحت مسمى دوري أبطال آسيا واستحدث بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وكأس رئيس الاتحاد الآسيوي للدول الأقل شأناً وفي عام 2009 أصبح المسمى الرسمي لدوري الأبطال "دوري ابطال آسيا للمحترفين" وكانت مشاركة الأندية السعودية في البطولة الآسيوية بنظامها الجديد ميزة بتحقيقها لبطولتين على يد نادي الاتحاد عامي 2004 و2005.

وتوّج العين الإمارتي بأول ألقاب البطولة الآسيوية بنظامها الجديد عام 2003 فيما توج الاتحاد السعودي بلقبي نسخة 2004 و2005 وهي آخر عهد الأندية العربية باللقب الآسيوية فتوج تشنبوك هيونداي الكوري بلقب 2006 واوروا ريد الياباني بلقب 2007 وجامبا اوسكا الياباني بلقب 2008 وبيوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي بآخر الألقاب من أمام الاتحاد السعودي في موسم 2009.

تبدو تجربة الأندية السعودية مع دوري أبطال آسيا مرضية إلى حد كبير خاصة منذ دمج الاتحاد الآسيوي كأس الكؤوس الآسيوية مع دوري أبطال آسيا والذي بدأ العمل بعد عام 2003 مع حضور محدود لنظيرتها القطرية والإماراتية، فعلى الرغم من أن السد هو أول فريق خليجي يفوز بلقب آسيوي إلا أنه لم يتكرر بعد ذلك التاريخ ومازال العين هو الفريق الإماراتي الوحيد الذي فاز ببطولة قارية، أما في السعودية فيتعدد الأبطال الذين تداولوا الفوز بالألقاب القارية بدءاً من الهلال صاحب الألقاب الستة والاتحاد صاحب البطولات الآسيوية الثلاث والنصر المتوج بلقبين فالشباب والقادسية ولكل منهم لقب واحداً، فيما يحدو الطموح الفرق الخليجية التسعة لإضافة اسمها إلى سجلات الفائزين بدوري أبطال آسيا للمحترفين.