=============================
| بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم |
المثنى قائد عسكري وسياسي محنك
حرر بلاده بشرف واقتدار
بقلم اسد الرافدين
في العراق كانت قبيلة بكر بن وائل بزعامة المثنى بن حاثة الشيباني أحد أبطال ذي قار تقارع الفرس وتسعى لطرد الأعاجم عن ارض العراق العربي وكانت معاركهم استمرارا ونتاجا لانتصارهم في ذي قار ولم ينقطع القتال طويلا بالبلاد وفي أثناء حروب الردة شارك المثنى وقواته من عرب أهل العراق في قمع المرتدين في منطقة البحرين وشمال شبه جزيرة العرب علاوة على حسن بلائه ضد الفرس حتى وصلت أخباره إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال( من هذا الذي تأتينا أخبار وقائعه قبل معرفة نسبه) وكنت قد كتبت قبل فترة موضوعا حول ذلك , وتلقى الخليفة الجواب من قيس بن عاصم بان قال هذا رجل غريب غير خامل الذكر ولا مجهول النسب ولا ذليل العماد...هذا المثنى بن حارثة الشيباني ولم تكن شخصية المثنى بغير معلومة عن دار الخلافة والصحابة رضوان الله عنهم فقد سبق للمثنى من قبل أن ترأس وفد عرب العراق من بني شيبان الذي زار المدينة والتقى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكان المثنى بنفسه من حاور الحبيب المصطفى فكان حوارا تاريخيا هاما بنيت عليه بذرة اجندة تحرير العراق من براثن الفرس ,فيذكر إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تلا على الوفد بسم الله الرحمن الرحيم(قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم)و(إن الله يأمر بالعدل والإحسان)صدق الله العظيم, فأجاب المثنى بقوله لقد سمعت مقالتك واستحسنت قولك أعجبني ما تكلمت به ولكن علينا عهد من كسرى لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك, فإذا أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنــا!! فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم(انه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه بجميع جوانبه).
وهنا تبدر الإشارة إلى إن عرب العراق قد أبدوا كبير الاهتمام لمساندة الإسلام منذ انطلاقته كونه يدعو إلى التحرر وسعيهم للحفاظ عليه من الأعداء واستعدادهم لنصرة بلاد العرب حين الطلب مع أحقية تحالف المسلمين معهم كقوة كبرى لتساندهم بتحرير العراق من الفرس وذلك يبدر جيدا بالجزء الأخير من حديث المثنى الذي توج بالتأييد بعبارة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الختامية فكان خير أمل ودافع للزعيم ووفده وبلادهم بأسرها حين حظوا بذلك الاهتمام الكريم , وإضافة لدور المثنى وقواته السالف الذكر في معارك الردة في المناطق المذكورة فانهم شاركوا في قمع المرتدين في جنوب العراق وغربيه من شبه جزيرة العرب خاصة عند استغلال الدولة الفارسية للفرصة وقيامها بإسناد المرتدين ومدهم بالمال والسلاح والرجال لأجل تعويق الفتح الإسلامي المتوقع وإلهائه بحروب داخلية منهكة أطول مدة ممكنة كسبا للوقت بحسب حسابات ساسة تلك الإمبراطورية المتهاوية فقد فكر المثنى أن ينهي معارك الردة ليتفرغ لموضوع إنهاء النفوذ الفارسي بالعراق فبعد القضاء على المرتدين في الحسا والقطيف وشبه جزيرة قطر تقدم المثنى نحو جنوب العراق الكويت رغم علمه انه سيواجه القطعات الفارسية المتواجدة عند الخريبة والتي كانت مدينة تسمى (دهشتاباذ اردشير ) وخربت لكثرة القتال الذي جرى بها فسميت بالخريبة فكانت انطلاقة تحرير العراق من هناك وقد ساعده على اتخاذ ذلك القرار العسكري والسياسي ما يشبه إعداد تقديراتنا اليوم للمواقف العسكرية التي تتخذ من قبل قادة الأركان العسكرية بالحروب والمعارك الفعالة.